قرر عدد من شباب المدينة المنورة اعتزال كرة القدم لافتقادهم اهتمام الجهات المختصة خلال مزاولتهم المستديرة في أحياء المنطقة، مبينين أن لملاعب الحواري إيجابيات وسلبيات، إذ تسهم في اكتشاف المواهب وتساعد الشباب على قضاء أوقاتهم فيما هو مفيد، بيد أنها في الوقت ذاته تفاقم إصاباتهم، وتعرضهم للأمراض الصدرية نتيجة الغبار المتطاير منها.
وانتقدوا الملاعب المزروعة بالنجيلة الصناعية التي تشييدها الأمانة، موضحين أنها غير مطابقة لمقاييس الفيفا، فضلا عن أنها مفروشة بعشب رديء من الدرجة الثالثة ما يجعلها تؤذي اللاعبين.
وبين قاسم أبو سودة أن الأراضي التي كانوا يلعبون عليها عبارة عن مناطق زراعية أو أراض خالية لم يظهر لها ملاك منذ عقدين من الزمن، موضحا أن الشباب جهزوها بعد أن يئسوا من الوصول إلى أصحابها، ولم تعترض أي جهة حكومية على ذلك.
وأفاد أنهم بدأوا يمارسون كرة القدم عليها بشكل اعتيادي إلى أن تطور الأمر وأصبحت تمارس بطريقة أقرب للاحتراف، لافتا إلى أن تلك الملاعب باتت تحتضن مسابقات وبطولات على مستوى منطقة المدينة المنورة، وأسهمت في اكتشاف العديد من المواهب، خصوصا أنها تتميز بمقاسات قانونية ومساحة كبيرة للجمهور الذي يقبل عليها باهتمام.
وكشف أن الملاعب الترابية في المدينة المنورة خرجت نجوما كبارا مثل يوسف أحمد لاعب نادي السد القطري، ونجم الأهلي السابق مالك معاذ ولاعب الهلال محمد نامي، ملمحا إلى أن تجاهل الجهات لتلك الملاعب جعلها تظهر بصورة غير لائقة.
وشكا من أن الملاعب الترابية تفاقم إصابات اللاعبين لأن أراضيها ليست مستوية وغير صالحة للعب، فضلا عن أن الغبار المتطاير منها ينشر الأمراض الصدرية بين اللاعبين.
ورأى أبو سودة أن لملاعب الأحياء العديد من الإيجابيات منها مساعدة الشباب على قضاء أوقاتهم فيما هو مفيد، تثقيفهم وتوعيتهم من خلال الدورات التي تنظم، وإسهامها في خفض نسبة الجريمة.
بدوره، أوضح عدنان عبدالله أن الملاعب العشبية الصناعية التي شيدتها الأمانة لا تصلح لإقامة المباريات والبطولات، لأن مقاساتها غير قانونية ولا تتفق مع معايير الأساسية لملاعب كرة القدم وفقا لأنظمة الفيفا، فضلا عن أن العشب الصناعي الموجود حاليا يتسبب في إصابات اللاعبين لأنه من الدرجة الثالثة ويعتبر من أردأ الأنواع.
وبين أن ملاعب الأمانة لا تحوي مدرجات تتسع للجماهير، إضافة إلى أنها غير آمنة لأن غالبية الشبك الموجود حولها ممزق، ناهيك عن غلاء أسعار إيجارها.
إلى ذلك، طالب غازي الجريدي الأمانة ورعاية الشباب بإنشاء ملعب يحتوي كافة الاحتياجات لإقامة البطولات والمسابقات الكروية لفرق الحواري بحيث يكون موافقا للمقاييس المعتمدة ويحتوي على إنارة مناسبة ومدرجات تتسع للجماهير.
واقترح تخصيص مندوب يعمل على التنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة لدعم فرق الحواري لإقامة البطولات والمسابقات الكروية في ملاعب تليق بهم مثل وجود دورية أمن وسيارة إسعاف حفاظا على أمن وسلامة اللاعبين حيث إنه لا يوجد أي دعم الآن، واللاعبون هم من يدفعون بأنفسهم تكاليف إقامة البطولة.
في المقابل، أوضح مدير فرع الرئاسة العامة لرعاية الشباب في منطقة المدينة المنورة إبراهيم مصباح أن مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية تفتح بشكل دوري للشباب للاستفادة من منشآتها، وبخصوص فرق الحواري فهو يرحب بهم وفق شروط معينة، أهمها أن الأولوية لنادي أحد الذي لا يمتلك مقرا حاليا لإجراء تدريباته وإقامة مبارياته فهو مرتبط بجدول زمني معين، ملمحا إلى أنه يمكن لفرق الأحياء الاستفادة من منشآت الرئاسة في أوقات أخرى مثل نهاية الموسم الرياضي.
الملعب لا يحتمل
وقال إبراهيم مصباح: «إن ملعب كرة القدم لا يتحمل، أما بقية النشاطات الأخرى مثل السلة وكرة اليد وغيرها فهي متاحة لجميع الشباب في يوم الاثنين دون استثناء وقريبا سنفتحها ليوم الأربعاء»، مؤكدا أن مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية تقيم وتستضيف الكثير من البرامج الشبابية والثقافية ومباريات فرق الحواري.